الأحد، 10 أبريل 2011

شكرًا


ليس لي معه الكثير من الذكريات الجميلة
ولكن القليل منها كان جميلاً جدًا
ما أعرفه أنه كان أقربهم مني جميعًا
يسأل حين لا يهتم الجميع
ويتصل حين تتباعد اللقاءات
وفي الأعياد والمناسبات هو من يسابق ويبادر ويبحث عن المفقودين
ازداد قربًا منا في أيامه الأخيرة
واجتمعت عندي مجموعة لا بأس بها من الصور التي التقطناها معه
أحلاها صورة له يحتضنني وتشق وجهه ابتسامة عريضة
وقبل يومين من رحيله تعطلت سيارتي أمام منزله
بعد حضوري لحفلة حجاب ابنته الكبرى
اتصلت به وطلبت منه المساعدة:
"عمي مادري شفيها سيارتي تطلع صوت"
ركب وجلس في مقعد القيادة ليتفقدها
كان هذا آخر لقاء لي به
واليوم كلما ركبت السيارة نظرت للمقعد الذي بدا خاويًا
يحمل شيئًا منه .. ويصوّر أنواعًا من الفقد ...
واليوم أيضًا .. أشعر بالفخر كلما توقف أحدهم ليسألني: "قريبة فلان؟؟ ماشاء الله! "

شكرًا .. لأنك تركت لي ما يؤنسني من بعدك
شكرًا لأن عزائي بك كان قربك مني في آخر اللحظات
وكأنك كنت تشعر .. وكأنك أحسست بالفراق يدنو !

اللهم ارحم من اشتقنا لأرواحهم وهم تحت التراب