الثلاثاء، 28 سبتمبر 2010

من خوارم المروءة

يحكي العم عبدالرحمن العتيقي فيقول:
كنا في بدايات التعليم النظامي في الكويت، وفي أيام الشتاء الباردة كان الواحد فينا يهوي على الأرض في الصباح الباكر يتلوى من شدة الجوع، قد يكون قضى أيامًا لم يأكل فيها شيئًا مغذيًا، وذلك من شدة الفقر والحاجة، وحين يُعلن عن وجود مساعدات للطلبة، أنه من يحتاج قلمًا أو دفترًا فليتوجه إلى المخزن ليأخذ ما يحتاج بالمجان ،، لم يكن أحد منا يذهب!! بالرغم من الفقر الذي كنا فيه!! لا أحد يتجرأ ليذهب ويأخذ ما هو من حقه أساسًا، كان الحياء يمنعنا، وعبارة: "شنو أنا طرار!!" نرددها بين أنفسنا لنمنعها من فعل ذلك! *
آلمني هذا الموقف كثيرًا، وحين نرى الناس وما هم عليه الآن، نقول أين هم من أبناء ذلك الزمن،
كانوا في فقر وضيق، وعزة نفسهم تمنعهم من أخذ شيء من غيرهم، ولو كانوا يستحقونه، ولو كانت الدولة من يوفر لهم ذلك.
الآن الناس أصبحت لا تصدق حين تسمع عن أي شيء يُعطى ويُدفع هنا وهناك إلا وذهبت وتسابقت للحصول عليه، بل وتزاحمت وتدافعت، وربما تعاركت من أجل أخذ أي شيء مادي، مادامت الدولة هي من تقدمه فلماذا لا نأخذه؟ نحن نستحقه بالتأكيد!
المحتاجون وغير المحتاجين، ما دام هناك شيء مجاني ومن حقنا الحصول عليه،، لمَ لا؟!
حتى إنهم لا يتورعون عن أخذ ما ليس من حقهم، فكيف بالذي يحسبونه حقًا وواجبًا من الدولة حسب ظنهم!
أخذ مساعدات من وزارة الشئون صار شيئا عاديًا، حين كان في السابق عار كبير
والتدافع على أي مبلغ أو معونة أو حتى مواد تموينية يعلن عنها بالخطأ،،
بل أنني لا أستغرب إذا ما كان التسابق على مبلغ زهيد وليس بشيء،،
يا أخي حتى لو أنه من حقك وليس بمال حرام، فكر قبل أن تنزل من قدر نفسك وتمد يدك: هل أنت محتاج بالفعل؟
أسمع أن هناك أسر متعففة وهي بالفعل محتاجة، تتعفف ولا تطلب الناس، وهؤلاء الذين هم في خير ونعمة لا تمنعهم عزة أنفسهم من أخذ شيء هم ليسوا بحاجة له ...
ذهبت عزة النفس، والمروءة في تناقص، وضاعت شِيَم الرجال ...

*نقلاً عن السيد عماد المطوع بتصرف

الأربعاء، 22 سبتمبر 2010

وطني الكويت- القائمة الائتلافية


وطني الكويت
كلمات: أحمد الكندري - أداء: خالد الحقان


رغم الابتعاد، رغم انتهاء تلك الذكريات ، رغم التحرر من كل الانتماءات
لا يستطيع القلب ألا يخفق
للحب الأول، والعشق الأبدي، والانتماء القديم
***

الانتخابات الطلابية على الأبواب
هذه دعوة لخوض الغمار، والمنافسة الشريفة
وأمنيات بالنصر ،، للأصلح طبعًا :)
***

شكرًا لـ فرح ،، الائتلافية الجديدة ;)
***


وشكرًا لسمو الأميرهـ على المساعدة في إدراج الفيديو ;))



*اللهم إني أعوذ بك من علم لا ينفع

الاثنين، 20 سبتمبر 2010

تطفو الذنوب
وتظهر آثارها سريعًا،،
بالأمس كان شعورٌ بالظلم والقهر يلفني
وكومة من المشاعر القاتلة،، تستند هناك
تستريح في مضاجع الرحمة
ترمقني بازدراء
لست ألعب دور المظلوم
وإنما الظالم، والمعتدي، والبادئ
شعور جديد طرأ علي، فأرقني
إحساس عميق يأجج كل مشاعري
فيكويني بـ ِحر القهر،، والجهل
من سيغفر لي جهلي؟
ظهرت آثار ذنوبي منذ الصباح الباكر
وحين تُرتكب الأخطاء الفادحة، وتكون أنت الملام:
"إزاي عملتِ كده؟ إزاي فاتت عليكي ؟؟!!"
أذهبُ لأصحح ما يمكن تصحيحه
وأطلب رقم القسم الآخر، أفاجأ بأنه مشغول طوال الوقت ..
لمدة ساعة كاملة ظللت أعيد الاتصال، وأكرر المحاولة،، دون جدوى
أتأفف وأتذمر،، ويتطاير الغضب مني .. لمَ يشغلون الهاتف كل هذا الوقت!!
وبعد حين أكتشف أني كنت أطلب رقمي طول هذه المدة!
لا أصدق!! كنت أتصل بنفسي!!
كررتُ الاتصال بنفسي أكثر من عشر مرات!!
......

على الغداء ،، تسألني تلك بعد حالة من الشرود انتابتني
تستفهم إن كنتُ مجنونة
أجبتها باندفاع: لا !! ... ثم استدركتُ بـ .. بلى !
وبعد العصر ،، كان السلك الأسود الخاص بالبلاي ستيشن ممددًا على أرض غرفتي
بعد قرار اتخذتُه بمعاقبة أسامة وحرمانه من اللعب
......

لست راضية عن نفسي
وكذلك لست بساخطة
أنا بينَ بينَ
شعور يأخذني وآخر يعيدني
وإلى أن أعيد حساباتي ،، سأكون على موعد مع التفاؤل ...
أترككم مع الكبير محمد الحسيان

الأحد، 19 سبتمبر 2010

منو سعاد عبدالله؟

انقضى رمضان وولى معه الجدل الواسع الذي أثير حول أحد المسلسلات واسعة الانتشار والمشاهدة "زوارة خميس"
والذي لم أستطع أن أمنع نفسي من متابعته بالرغم من أني أعتزل التلفاز في كل رمضان وأغلق عليه بالشمع الأحمر،
إلا أن الضجة التي أثيرت حوله منذ أول حلقة وتفتيش الخالة في سلات القمامة الخاصة بالكنات،
هذه الضجة جعلت الفضول ينهشني ويأمر نفسي الضعيفة والأمارة بالسوء; بمشاهدة هذا العرض الوحيد،
بحجة أن شيئًا واحدًا لا يضر،
لست هنا للحديث عن هذا العمل لأنني رأيت أنه أعطي أكبر من حجمه ،
ولأن الجرأة المطروحة ملموسة منذ زمن ومتوقعة، ففي كل سنة يتحفنا الإعلام بجرأة أقوى من سابقتها
ولأن هذه هي المسلسلات وهذه خلاجينها، ومنذ متى نحن نتابع للاستفادة؟!! نعرف أننا نتابع للتسلية ليس إلا،
ولست بصدد النقد أيضًا لأن ليس هذا هو موضوعي!
موضوعي هو أنني تذكرت ما حدث قبل بضعة شهور حين قالت إحدى الأخوات الحبيبات جدًا على قلبي،
وحين كنا نتحدث في مواضيع متفرقة وذكرنا اسم سعاد عبدالله ولا أذكر مجرى الحديث الآن،
ما أذكره أنها قالت: "منو سعاد عبدالله"؟
الأمر الذي جعلني أنفجر من الضحك ممسكة بطني وضاربة برجلي على الأرض
ولم يكن ضحكي استغرابًا من سؤالها وإنما على وجوه الحاضرات المتعجبة جدا والشاغرة أفواهها،
فأنا أعرف رفيقتي هذه مسبقًا وحيث أنها قضت معظم حياتها في الولايات المتحدة
ولم تختلط بالعرب فضلا عن الكويتيين
وحتى حين عادت إلى البلاد قبل سنوات لم تختلط كثيرا بالكويتيين وأغلب رفاقها أجانب من دول متفرقة ،
فصرت أعرف أسئلتها المتكررة عن أشياء كثيرة من عادات وتقاليد وحتى كلمات نستخدمها في لهجتنا،
حقًا كانت وجوههن مثيرة للضحك وهن في غاية الاستغراب ويبدو أنهن استنكرن سؤالها وظنن أن هذه ليست كويتية،
شيء آخر جعلني أغشى من الموت أقصد من الضحك، أنه وفي نفس الجلسة طرَحَتْ رفيقتي سؤالا آخر:
"منو حليمة بولند"؟
هذه المرة ضحكي كان لا سبيل له لأن يتوقف،
وليس من وجوه الحاضرات هذه المرة وإنما من تخيل وجه حليمة إذا سمعت هذا السؤال،
أتخيل أنها ستشهق شهقة تنشفط معها كل أجزائها المركبة
وستختنق وتموت بجلطة أو سكتة قلبية

الخميس، 16 سبتمبر 2010

قصة الفتنة

أتوق إلى تلك الأيام
حين كنت أذهب للمدرسة وألعب مع كل الفتيات
أعود إلى المنزل لأحكي عن أول صديقة وأنا ربما لا أذكر حتى اسمها
فضلا عن عائلتها
لازلت أذكر أيام كنا في الرميثية،، البيت العود
حين كان كل الناس بحسب تقسيمتي كنادرة وعوازم
من تشبهني وتتحدث مثلي فهي كندرية
ومن تختلف طريقتها وأجد حرف الجيم يزين كلامها فهي عازمية
ومع هذا فأنا أصاحب هذه وتلك
وأحب من تحبني وتلعب معي وتشاركني الفرصة (الفسحة)
وتشخبط معي على أرض الساحة بالطباشير لنلعب الحجلة
لازلت أذكر أيضًا حين أعطتني صديقتي المقربة كوثر
أعطتني خرقة خضراء لأضعها حول معصمي
مذكرة إياي أنها ستجلب لي الخير وتحفظني،
وستنجّحني في الاختبار أيضًا !
كنت سعيدة جدًا بها، وضعتُها وتباهيتُ بها
وحين رأتني المعلمة أمل نادتني إلى القسم
وسألتني ما هذه؟
سكت وعرفت بأن ما عملته خطأ
وأجبت بـ لا أدري ،، كوثر أعطتني إياها
نهرتني حينها وتساءَلَتْ كيف تأخذين شيئا لا تعرفين ما هو؟
نزعتُها على استحياء
وحين أخبرت أهلي بما حدث اكتفوا بالضحك
وصارت قصتي رواية تتلى
مع هذا لم يأمروني بترك كوثر ولا غيرها، واستمرت صداقتنا
وحين كبرت قليلا صرت أهتم حين أرى الجميع مهتمًا
وأسأل الواحدة في بداية التعارف، كما رأيتُ الأخريات يسألن:
انتي سين ولا شين؟!!
لأقرر بعدها أأصادقها أم لا
وحين كبرت أكثر فهمت أن الناس تفضل أن تقطن من السرة* وطالع
لأن ما دون السرة سوءة وعورة
وكلما تقدم بي العمر اكتشفتُ أشياء جديدة
لا أدري إن كانت موجودة في السابق أم أنها مستحدثة وظهرت مع الأيام،، والسنين
الأغلب أنها مستحدثة لأن أمي أخبرتني أنهم كانوا يستحون من الحديث عن المذاهب
ولا يتجرؤون على الخوض في العوائل والقبائل
فهمتُ أنهم كانوا يتعايشون مع بعضهم، يحترمون الآخر ويتقبلونه كما هو
كانت عندهم المواطَنة المزعومة الآن ...
كم آسف على مجتمعٍ بدأ يتزعزع
وبناءٍ يوشك أن ينهار
وأساسٍ يبكي انتزاعه بلا ذنب اقترفه
*السرة: منطقة سكنية

الثلاثاء، 14 سبتمبر 2010

تجربتي مع الليزر


رداء أزرق ، وطاقية بيضاء
فتاحة معدنية كتلك التي تفتح بها المعلبات ..
تُفتح عيني عن آخرها بتلك الآلة المعدنية
ضوء أخضر،، وتركيز
ركزي على النقطة الخضراء ،، لا تحيدي ببصرك عنها
خوف وتشنج طفيف ،، ولسان رُبط حين فكر بالدعاء
أبي يجلس على بعد ثلاثة أو أربعة أقدام
يتابع مباشرة تارة ،، وتارة أخرى عبر الشاشة القريبة
أتذكر كلمات ابنة خالتي المفزعة: ماذا لو عطستِ وعينك مثبتة بذلك الفاتح المعدني؟
علميًا لا يجوز العطس دون إغلاق العينين ،، تخرج العين من محجرها إذا حدث ذلك
-يااا ..... !!
- سؤال وطرى على بالي
نعتها بالغباء وبالتفاهة ،، ونسيت الموضوع
ولكن حين سلمت نفسي تحت ذلك الجهاز وعيني بين ذلك المعدن
لم أستطع إلا أن أردد طوال الوقت: يارب ماأعطس يارب ماأعطس ..
الحمدلله مر الأمر بسلام ،، ويد الطبيب المعالج كانت خفيفة كما يقولون
فقط التشنج المصاحب للتركيز خوفًا من الوقوع في الخطأ ،، والتحرك...
شممت رائحة الليزر تحرق شيئا ما
ثلاثة أيام قضيتها وسط العتمة ،،
وألم لازمني لمدة يومين كاملين
ودموع تنهمر بدون سبب ،،
صاحبها زكام لازم لتلك الدموع التي ازدحمت في المقل فسلكت طريقا آخر للخروج
أحلى مافي الموضوع كم الرعاية والدلال الذين أحطت بهما
والدتي ترى طلباتي ، وتلك تحضر طعامي ، وذلك يسألني إن احتجت شيئا
حتى أني وددت لو ادعيت الألم لفترة أطول حتى تطول فترة الرعاية والحب
وبعد أسبوع تحسنت عيني وصرت أرى ... كالصقر ;/
هذا ما كان معي قبل ثلاثة أسابيع
وسبب انقطاعي في الفترة السابقة التزامًا بنصائح الطبيب ...

*أجريت العملية عند الدكتور خالد السبتي،
ولم تكن الليزك وإنما الليزر، بعد أن بين لي الفرق بينهما ونصحني بالأخيرة
وجدت في الشبكة شرحًا مبسطًا للفرق بين الاثنتين، لمن يريد الاستزادة هنا

الاثنين، 13 سبتمبر 2010

استعراض

دَخَلَتْ والمكان هادئ ،، البعض يقلب بالمجلات والبعض الآخر يتابع التلفاز
وينتظرون أدوارهم
دخلت هي وطفليها والخادمة تصحبهم
حولت أنظار الجالسين من صفحات المجلات ومن شاشة التلفاز إليها
تتحدث وتثرثر بصوت يسمعه الجالس على أبعد مقعد
تكلم طفلتها وتداعب الطفل الآخر وتأمر الخادمة
حوارها كان عاديا وليس فيه أي من الوقاحة ولا حتى الاستظراف أو ثقل الدم
فقط كانت تتحدث بأقصى راحتها وكأنها في بيتها
أو كأن ليس هناك حشد من الناس حولها
شعرتُ وكأنها محت جميع الجالسين، أو تعمدت عدم رؤيتهم
وتصرفت كما يتصرف أي منا في بيته وفي أماكن خصوصيته
الخلاصة أنها صارت كشاشة تلفاز بالضبط، الكل يتابعها بصمت واندماج
وحدي كنت أتجاهل ماتقوم به
على الرغم من أن حديث الطفلة كان مشوقا وجذابًا
ولكنتها جميلة حين تلفظ بعض الكلمات بالإنجليزية
كنت أبعد نظري قدر المستطاع، وأتعمد عدم المبالاة بكل أفعالهم وكلامهم
وحين انقضى الوقت، وانصرف أكثر المراجعين
بقينا أنا وهم وقلة آخرون
ويبدو أن الأم الشابة لاحظت لا مبالاتي
فأخذت أصواتهم ترتفع أكثر والحديث يحتد، حتى وقفت هي وطفلتها أمامي بالضبط
ربما لم تكن تقصدني فما الذي يدعوها لفعل ذلك ،، ولكن هذا ماشعرت به
حتى الطفلة المسكينة بدا عليها الامتعاض، وبدأت بالرقص والغناء
واختلاس النظر إلي بين الحين والآخر
في حين بقيتُ كما أنا لم أحرك ساكنا
لا أدري أعاقبتها أم عاقبت نفسي بإشاحة وجهي بعيدًا
حين ذكرت هذا الموقف لإحداهن
مبررة موقفي بكرهي للـ"استعراض"
كان ردها:
ربما فعلتِ ذلك لكرهك للاستعراض حقا
وربما لأنك لا تستطيعين فعل مثلها!
سكتُّ وابتسمْت
وفي قرارة نفسي كنت مقتنعة بكلامها
السؤال هو :
في ناس تحب تستعرض ليش؟ :)

السبت، 11 سبتمبر 2010

مضى عام


قبل أيام أكملت مدونتي عامها الأول
كيف لم أشعر بمضي الوقت
وكأني هنا بالأمس أخط أول تدوينة،،
ظننتها مساحة للبوح ليست إلا
ولم أتوقع أن أكون في مجتمع صغير،،
نستفيد من المدونات الزميلة ونتناقش،، ونتواصل
شكرا لمن كان معي منذ البداية
وشكرا لمن التقيت به في منتصف الطريق
والشكر موصول لمن جاء على عتبات السنة أيضًا،، فتفاعل وتواصل
شكرًا للجميع