السبت، 10 نوفمبر 2012

طريق لا يؤدي إلى شيء


كان طريق وانتهى، رُسم في نهايته حاجز، أُلقيت بعده الحُفَر، تعثر بحافّة وانتهى ..
طبيعي أن يعود السالكون أدراجهم، أو أن يتقصوا أثر طريق أخرى قد تكون في الجوار..
يعودون ليبدؤوا من نقطة أخرى، أو يكملوا من تلك النهاية بخطٍ قريب آخر ..
كل هذا لا يهم، ما يهم هو ماذا بعد؟ من سيربح أكثر؟ من سيخسر أكثر؟
من وجد الطريق؟
من وجد الطريق الأخرى مباشرة هو الرابح .. من فُتحت له الأبواب الأخرى هو الرابح .. الآخر بالتأكيد بالتأكيد هو الخاسر ..
مادام هناك طرفان .. خصمان .. نِدّان .. متواجهان .. فالأكيد أن أحدهما على حق .. لا وجود لِـحَقّين معًا !!
هكذا كانوا يفكرون على الدوام .. صح خطأ، ربح خسارة، كسب فقد، فوز هزيمة، نجاح فشل .. إلخ

الكل ينتظر وكثيرون يتكلمون .. كثيرون جدًا يتكلمون، ويتكلمون كثيرًا جدًا ...  : الله عاقبها!

الاثنين، 29 أكتوبر 2012

ظن



ربما كان من الأفضل أن أظل صامتة، كثيرًا ما أخرّب بعدما أتحدث، أخبروني بأنني جارحة ولكنني لا أظن أن الأمر بهذا السوء، أنا فقط أخبر بالصدق وبصدق، كثيرًا ما أتعجب من التفسيرات المؤلمة التي يفسرنها والتي لا حاجة لقلوبهن بها.
-كاتبة بالستاتوس ... شرايكم؟ تهقون تقصدني؟
-مادري مااحس انها تقصدج، العبارة حيل عامة
-لا بس أحس اني كنت براسها لما اكتبتها
- ...
-يمكن كنتي براسها .. صح جايز!
ألفت للأخرى وأتساءل بصوت خفيض: -شنو برجها الحمل ولا الأسد؟
-مادري اثنينهم يتشابهون!



 لا أتصور الحياة بكل هذا الضيق!

الأربعاء، 21 مارس 2012


مصدومة من الطريقة التي دخلَت بها حياتي ومن الطريقة التي خرجَت منها، كان ذلك بسرعة: حدث أنهم أفهموني أنه للحصول عليها عليّ أن أدعو .. هكذا وحسب وألاّ أفعل شيئًا، كنت مأخوذة بها بعض الشيء ولكن ذلك لم يكن كافيًا لإقناعي بأنه من حقي الحصول عليها وبهذه الطريقة! لم أكن مقتنعة بتوجيههم كثيرًا، بدأتُ أدعو وفي داخلي ريب، ليس لأن ذلك مستحيلاً بل لأنني سأحصل على شيء من دون القيام بأي شيء! دعوت ودعوت .. وفي قلبي جذع نخلة يهتز!
شهر وأكثر من المواضبة والاستمرار، شهر ونيّف من الثقة والشك، من اليقين والتزعزع، من الثبات والتداعي، من التركيز والتشتت، من الجري والحبو، شهر وأكثر وقلبي يدق متسارعًا كلما رأيت علامة تشير لقرب وقوعها، يعقب ذلك فتور وارتخاء في روحي حين ظهور علامة أخرى تدحض الأولى .. شهر وأكثر وأنا أعض من بين أسناني مندفعة إلى الأمام وقابضة كلتا يدي، ثم أرجع بقفزة إلى الوراء صافقة يدي ببعضهما أن: لااااا ! شهر وأكثر وبعض الكلمات أسمعها تتفتح معها الورود، وأخرى أتغاضى عن الشوك الذي آلت إليه، شهر وأكثر وأنا أسير بانتظام ومثالية وأتبع المطلوب .. ولكن شيئًا لم يحدث.
إلى أن أتى اليوم الذي قررت فيه أن أيأس -وفي الحقيقة أنا لم أملّ بعد ولم أشعر بأي يأس- ولكني قررت أن أفعل ذلك وأن أدّعيه لعل شيئًا جديدًا يحدث، يأست وتوجهت أدعو الله أن يبصّرني .. فأنا الآن لا أريدها ولكنني أريد أن أبصر موضع الخطأ الذي منع كل تلك الدعوات.
بعدها بيوم صحوت وبصرتُ بما لم أبصر به .. فنبذتها وحمدت الله :)

الثلاثاء، 3 يناير 2012

لا اكتمال .. اختلاف


نسبيًا لم أعد أشعر بالانتماء لشيء، أو لمعظم الأشياء، هذا ظلم فـَلْأقل إن الأشياء هي التي لا تنتمي إليّ وليس العكس، مثلاً رقمي الذي غيرتُه لم يعد يعني لي شيئًا، بتُّ أتساءل رقم من هذا الذي أمليه على الآخرين؟ وحين سألتني موظفة الاستقبال عن رقمي توقفتُ برهة وطلبت منها أن تنتظر، وبسرعة بعثت لأختي رسالة أسألها: كم رقمي؟
يقول أدونيس -وأنا مشغوفة به مؤخرًا- يقول: "لن تعرف نفسك إلا إذا خرجتَ منها، هل تقدر أن تخرج؟"
تساءلت إن كنت أستطيع الخروج، وكثيرًا ما أحاول تطبيق كلام هؤلاء الناس الذين تمردوا على المألوف حتى صاروا هُم، وحين أفشل أو لا أعرف كيف أفعل أقول: زماننا ليس للتغيير، اختلافهم ما كان ليحدث إلا في وقتهم، ثم إنني حتى وإن اختلفتُ فسيكون ذلك في نفسي ولن يدري به أحد!
ويقول أيضا فيما معناه أننا لا يجب أن نكف عن طرق الأبواب، فمتى ما توقفنا لن تنتهي المعرفة وحسب بل سننتهي نحن، وبما أنني لا أريد أن أنتهي وأنا ما أزال حيّة فسأستمر في الطرْق.
طرقتُ وطرقت حتى أتاني الجواب: كفى!
الآن عرفت ما يصيبني فجأة، لأنني وبينما أنا هنا في سكوني أنت تؤلم روحي التي سلبتَها معك، لابد أنك تقسو عليها ولم تعد تعاملها بلطف، لذا أنا أتألم هنا، لابد وأنك تهملها ولا تلق لها بالاً، لذا أنا أتألم هنا.
من كثرة ما نمنا وصحونا على غياب قررت ألاّ أنام إلى أن تقرر ألاّ ... تغيب؟ خطأ .. تصحو.
الآن أقرر أن أنزوي، والآن أقرر أن أختلف، والآن أقرر ألا أُحاط بشيء.
لا أدري أأنا جادة أم فقط لأنني مأخوذة بكلام الشعراء الذي يحْكيني.
أنا أشتاق إلى رقمي ولكنني أعاقب الشركة التي استغلتني فلا يمكن أن أعود لأستعمله، وأنا أشتاق إليك ولكن هذا محرّم أن نتصل من جديد، سأعاقب نفسي إن فعلت وأعاقب رغبتينا في الانعتاق التي أمضيناها على ورقة، وأعاقب أُمّينا اللتين بذلتا وسعهما لكيلا نفترق وفشِلَتا.


لمَ ذلك الياسمين يتعثر في سيره نحو العطر؟ *أدونيس