السبت، 31 ديسمبر 2016

آخر السنة

أنا أذكر كيف تغيرت حياتي. ربما نسيت أنت وظننتني هكذا منذ البداية. ولكن أنا لا يمكن أن أنسى. لم يحدث ذلك بسهولة، ولم يحدث في يوم وليلة، ولا حتى سنة، لم تكن عندي سنة التغيير. ولكنني أذكر جيدًا المواقف والحوادث التي غيرتني. أذكرها لحظة بلحظة ولو يسعفني الوقت لجلست أتلوها عليك الواحدة تلو الأخرى. ولكنك في غنى عن ذلك. ذاكرتي حديدية في هذه على الرغم من أن عندي مشاكل حقيقية في الذاكرة. مشاكل أخجل من ذكرها وأفكر جديًا في التواصل مع طبيب حيالها. في تعلّم الباهاسا مثلاً أبدو أبطأ واحدة في الفصل. أذكر الكلمة وأنساها في الوقت نفسه. زملائي يسخرون من ذاكرة السمكة التي أملكها. وأنا أضحك ولكن تجتاحني الرغبة في البكاء. عزائي في السيد حفيظ الذي يصرّ على التواصل معي في الواتس اب وإعطائي دروسًا إضافية، حقًا أنا ممتنة له وحزينة من أجل زوجته التي طلّقته بعد خمس سنوات بسبب عدم إنجابه!
لو استمرت معي السنين لاستمررت بالتغيير، لا شيء يشدني لأجعل حياتي ثابتة، عدا ذلك فأنا أفضل اختيار قبرٍ أوصي أن يزرع بالورود.
لم يعد يعنيني رأي الآخرين بي. عادي أن أتوقف في منتصف الطريق لأعطي دروسًا في الأخلاق. لأنه طفح الكيل. وفي المقابل أرى ذلك خير من أسلوب الهمز واللمز على الفيسبوك. أولئك الاتي يكتبن منشورات في صديقاتهن وكأنهن يعنين شخصًا من كوكب آخر!
حتى المجانين يفهمون هذا.
ربما تذكرت الآن، وربما ما تزال ناسيًا؛ وهني وقلة حيلتي، ما زالتا فيّ، ولكني أخفيهما ما استطعت.
أتمنى لك عامًا سعيدًا أينما كنت. بعيدًا وناسيًا ودالاً طريقك.



فلتذهب الذاكرة المحزونة إلى السموات ولتصِر مطرًا أو أي شيء جديد.