استبدلتُ أشيائي
الكتب التي انتهيت منها استبدلتها بأخرى جديدة
وبقية التسالي قمت باستبدالها أيضًا
المساحات التدوينية أصبحت مغلقة
كل شيء محجوب
وكأنهم علموا بأن هناك شيء قاتل للفراغ
ومُسلٍ بين فترات العمل
فقرروا منعه ،، أي اعملوا واعملوا
وإن لم يكن هناك عمل اختلِقوا الأعمال
وإن انتيهتم فموتوا من الملل، لا شيء مُسلٍ بعد اليوم
هناك أماكن عملٍ تقتل الروح
وتحبط النفس
أعرف أننا أفضل حالاً من الوزارات
فالعمل المؤسسي لا فراغ فيه
استراتيجية واضحة
وأهداف قابلة للتنفيذ
وعمل متواصل على مدار العام
ولكن يبقى عمل مكاتب
الإنجاز لي يتمثل بالحركة
لا بالجلوس خلف مكتب وإنجاز كومة من الكتب والأوراق اللامنتهية
يدي كلها قروح من الورق
البروفات المطبعية مملة
لا شيء أقسى على النفس من التكرار
الأشياء نفسها ، والكلام نفسه
وتتكرر الأخطاء
لا أستطيع إحصاء ما قرأته من الكتب والأبحاث والمطبوعات إلى الآن
عدد كبير دون مبالغة
ولكن حين أسترجع الكيف ،، يتبين لي أن كل المقاييس هنا بالـ "كم"
لا شيء يهمني إطلاقًا
و قراءات لا تستهويني، واجبٌ وعليّ تنفيذه
هناك من ربطت إنجازها بالتعامل مع البشر
مراجعون، وجوه جديدة، معاملات
ومواقف يومية
وابتسامات
بالنسبة لي قد لا أجيد هذا
كل ما أريده هو حـركة !
كم آسف على عامودي الفقري
من المؤكد أنه سينهار بعد سنوات
ونظري الدائم الاصطدام بجهاز الحاسوب
ثم بالورق
ثم بالبارتشن
سينهار هو الآخر في غضون سنوات
***
أجزم أن جامعة الدول العربية قد تم نقلها من مكانها المعهود
فها هي تقبع أمامي منذ شهور
أخ أردني، وآخر مصري، وثالث سوري
في نقاش دائم،، يومي، وأزلي
عن كل أحوال المنطقة
ينتهي بشجار قصير وقد يطول
كل حدث جديد وقديم هم له بالمرصاد
غزة، رفح، حسني، معبر
معاوية، يزيد، الحسين
محمد علي
ولا عزاء لي أنا المستمعة من خلف البارتشن
أوشك أن أقفز وأتخطى الحاجز وأشاركهم النقاش
لاسيما وأن زميلاتي تركنني أعاني الوحدة بأخذهن إجازاتٍ جماعية
ومسؤولتي البعيدة لم تنقذني إلى الآن ، ما همها مادامت المعارك هذه لا تصلها ،، ولا إزعاج
***
حين نبكي فنحن على ما يرام
وحين تشتد الحُمّى فنحن نتماثل للشفاء
**
رأيت في نومي بأنني قد استبدلت عملي
من القطاع الحكومي إلى الخاص
كانت مرحلة تجربة ولم أقرر بعد
كنت مترددة وخائفة
كان المكان الجديد أخضرًا، ولكن يبدو قديم ومتهالك
أحسست بأني لا أريد الاستغناء عن الأزرق
خفت أتحسف!
من يعمل في العمل الحكومي كالذي يحوم حول الحِمى يوشك أن يقع فيه!