تغفو السماء
في الساعات مابين الغسق والشفق
ومن ظلمةٍ شديدة إلى خيوط فجر تنهل من الألوان السبعة ببطئ
وساعاتٍ بدت شديدة الحلكة بين الوقتين
لتصحو من بعد سباتٍ قديم
ثم ما تلبث أن ترتفع الشمس سريعًا لتبدأ بتسخين الأرض
من بعد حالة الكسل التي ورّثت السطح برودة مؤقتة
وأثـّرت في المياه الراكدة والناشطة
فتبدأ عملية التسخين منذ ساعات الصباح الأولى إلى أن تصل للغليان في ساعة الظهيرة
فتشكو الأرض
وتنوح مما أصابها من سوءٍ وأذى
وآثار الحروق تصدع سطحها وتبخر ماءها
فيرق قلب السماء
وتخجل الشمس من فعلتها المستمرة والمعروفة
فما تلبث أن تنحني وتخفض من قسوتها
وتنسحب الأشعة سيئة السمعة وتعود أدراجها
ليتسنى للهواء العليل المرور من جديد
على الأسطح جميعها وعلى العشب وعلى الأحياء
محملاً بذرات ماء ارتشفها من وقت النهار وساعات التبخر
فتنتعش الأرض من جديد
ويتنفس الشجر
ويخرج الأطفال للهو واللعب
وبعد انسحاب آخر شعاع ضوئي
يستطيع الكون أن ينام في هدوء وقد اطمأن على أحوال الرعية، وتأكد من سعادتهم
***
لا أدري ما الذي كتبته في الأعلى
هي كلمات ما بعد الصحوة
وحنيني إلى السرير والأغطية يشدني
فأتصور أن الكون كله قد صحى معي، وذهب إلى عمله
كما يذهب الجميع
وكما أجلس هنا أنظر بأسى إلى كومة الأوراق المتجمعة
بعد راحة قضيتها الأسبوع الفائت في شبه إجازة ...
وبما أنه شهر أكتوبر الجميل
فلا شيء ... سوى صباح الخير
----------------------------------------
حطّ هذا الطائر باكرًا أيضًا
بدا وحيدًا
ثم ...
يبدو أن الوحدة لا تدوم :)