الثلاثاء، 3 يوليو 2018

اِلتقاء

أنت تخرج للجري مع شريكك في السكن الذي عرفته حديثًا ولا أشياء كثيرة مشتركة بينكما، أو توجد أشياء مشتركة لم تتشاركاها بعد، تبدآن بالمشي وأحاديث عادية تدور بينكما قد تضحكان منها وقد لا تضحكان، حواركما لا يشمل أي حديث عن فلان وفلان، هناك أمور العمل، وأمور الدراسة، وأمور الحياة اليومية: تعليق لأستاذك في الفصل، إجراء روتيني نسيته، أحداث عادية جرت لأسرة أحدكما هذا المساء، مشهد من مسلسل، وأحاديث شتى متفرقة لا تعنى بأحد، ولا تؤذي أحدًا.
تبدآن بالركض فيسود الصمت ويكثر الهواء الذي تدفعانه من صدوركما إلى خارجها، لا تشعران بالضيق إزاء صوت التنفس السريع هذا، تستمران بالركض وتتوقفان معًا للراحة والمشي، بعد أن حفظتما أماكن التوقف ونقاط البدء، لقد فهمتما كيف تجري الأمور، ليست هناك دواعٍ للنقاش أو الجدال، تتفقان من نظرة ومن حركة، لا شيء يعكر صفو يومكما الهادئ، ولا صور درامية يمكن أن يحدثها أيٌّ منكما، إن أردتما خرجتما للغداء سويًا، أو بقي كلٌ في غرفته، لا خلاف على أي شيء، لا حاجة لإبراز النفس وتبريرها للآخر، لا حاجة لسرد قصة حياتكما منذ البداية، كلاكما لا يبالي، تؤمنان بأن الحياة أجمل حين تتشاركان اللحظات الصافية المنشرحة، كأن تلحظا منظر الغروب من الشرفة، أو تُبديا تعليقًا على غزارة المطر، أو تستمعا إلى أغنية تعجبكما سويًا، فتفهمان أن روحيكما هناك معًا، كانت من قبل، وستبقى من بعد.


إلى سناء ... الصديقة السهلة