السبت، 10 ديسمبر 2011



متأسفة على كل مرة أقحمتُ فيها مشاعري وسط جو العمل، في المرة الأولى حدثت خسارة كبيرة لكبريائي المهنيّ، وفي المرة الثانية تسببتُ في ألم نفسيّ وخيبة أمل، ومرات أخرى عديدة تندمتُ فيها على سذاجتي، ما حيلتي فأنا أشعر بالذوبان في كل مرة أحس فيها بيد إنسان يطلب المساعدة، فأمد مشاعري خطأً بدل يديّ، والحميمية التي أظهرها للمتمصلحين والمتمصلحات كثيرًا ما آلمتني، لأولئك اللواتي ينتهي إحساسهن فورَما تنتهي مصالحهن، أو أولئك اللاتي يشتمننا حين نرفض طلباتهن، أو أولئك الذين يرون فينا عدم النزاهة حين نحاول جاهدين توضيح أسباب رفضنا وأن طلباتهم لا تتوافق وسياساتنا، وغيرها أمثلة كثير.
أحادثها عبر قوقل-توك، ورسائل إلكترونية تُسرد فيها أحاديث شتى، ورسائل قصيرة تفاجئ نهارَينا المتباعدَين، تستعجل تأخر ردي في كل مرة تصْعُب فيها عليّ كلمة فأهرع إلى مترجم قوقل باذلة أقصى وسعي وأكبر أوساعه لإنقاذي.
تحاورنا وضحكنا كثيرا وتبادلنا ثقافتينا بتطلع وبدهشة، وتأملنا كثيرًا جدًا أن سنلتقي يومًا في أحد البلدين، وقررنا أنه سيكون لقاءً مثيرًا لكلينا.
خائفة من قرار اللجنة الذي ستبتّه بشأنها، فهو ما سيحدد استمرارية علاقتي بها من عدمها، مالم تُثبت أنها ليست من الأنواع الوقتية ..

الأربعاء، 12 أكتوبر 2011

رسائل لا تُكتب


لهفتي والتياعي خانتاني .. مذ قرأتُ نصّ عينيك المسكوب كوَسن لم أشعر إلا بالسكنات، وصوت مظلة فُتِحت في أقصى قلبي ..
حين التقينا أذكر أننا كنا كغصني شجر تعانقا بتمايل، ثم تسمّرا بعد ذلك حين لحِظا البدر، وتلك الورود لم تكف عن زرع نظراتها في عينينا.
الآن وقد بدأتَ بالبوح كيف لي أن أتصرف، ليس بوسعي أن أقول شيء، وهذا البوح المدفون في نفسي آخذٌ في تسميمي.
مازال العالم يفسح لنا المجال ويُسدل الليل باستمرار، وتلك النجمة التي تمدنا بالأمنيات تغمض باسترخاء وتنبعث منها رائحة لطيفة كرائحة خطيبة.
مُخزية .. كلماتي مخزية .. الأمر ليس صعبًا ومع ذلك هي تتردد في أن تجري! لمَ عليها أن تتصاعب والأمر كله في هذه البساطة كفستان خاطته ريفية جميلة!
الشمس الغاربة بدأت تسحب خيوطها بخيبة .. كيف انقضى النهار ولم تنبت كلماتي بعد .. بدا عليها الاستياء وهي تنسحب وتلف خيوطها .. وعندي الأمر سيان فمؤخرًا كل الطبيعة بدأت تبدي تذمرها مني..
أجلس إلى أوراقي تاركة الدنيا تتحرك بوهن في الخارج، وكمٌ من الرسائل المدعوكة تئن على الأرض من حولي، تخاطب بعضها وتفكر في ما أنا ناوية على تخريبه، ومازلت أفكر في كتابة شيء .. أي شيء إليك

الثلاثاء، 13 سبتمبر 2011

عدسة مختلفة

لا أدري كيف ولِمَ عدتُ للكتابة، وأنا التي ظننتُها غادرتني منذ زمن، ذلك أن كل شيء بنظري غدا على ما يرام، لذا فلا حاجة لي بها، ولكن يبدو أن الأمور ساءت قليلاً لذا أنا أعود إليها بخجل طالبةً منها الصفح.
أنا لست حزينة جدًا لأن أشياء غالية سُلبت مني، أنا فقط حزينة بعض الشيء لأنه لم يكن بوسعي أن أحتفظ بممتلكاتي وأن أحمي أراضيَّ، والجزء الآخر من حياتي ظلّ مليئًا بالفرح مادمتُ لم أترك من أحبهم وحيدين.
وبرغم الأشياء السيئة التي حدثت وتحدث لي دائمًا كما تحدث لكل الناس العاديين غير الخارقين، بالرغم من ذلك فأنا أشعر بشيء من الارتياح لأنني استطعت أن أتخذ قرارت هامّة في أمور تبدو على قدر من الأهمية، بينما أخريات غيري ظللن عالقات بها وربما إلى الأبد، الأبد الذي لا شيء أسوء من أن ينزلق الإنسان فيه.
لست معتدة بنفسي بقدر ما أشعر بالفخار تجاه ما أفعل، وعلى غرار كل الأصياف السابقة، أزهر العالم في عينيّ منذ رغبت بذلك، واحتفظت له -للعالم- ببعض معاطف الشتاء وسربلتُه بأشدها رونقًا وبهاءً، فلا أبدع من أن تكون عونًا لعالم بدأ ينهار.
في الآونة الأخيرة بدأت أتخلص من الإحساس بالذنب تجاه كل الكائنات، وبدأ شعور المسؤولية يُنتزع من نفسي تجاه كل ألم ملقى على الأرصفة وفي المستشفيات والسجون، آخذتُ نفسي على أنانيتها، فكيف لي أن أحتفظ بهذا الكم من الفرح بينما هناك أناس منهكون من الشقاء وبعضهم يموتون من الجوع، وفي الوقت نفسه فكرت أن مجرد الكتابة عن شقائهم ليس مفيدًا بقدر ما هو مجدٍ التحرك لمساعدتهم، وبتّ أمقت الرفاهية التي شكلت أجسامنا بحيث تمنعنا من العيش في الألم وتحرم من هم في حاجة وبأس .. تحرمهم منا وتمنحهم شفقتنا فقط ولا غير !
أحلامي الضاجة بكل شيء إلا من الحب، لم يعد يستهويني كثيرًا كالسابق، مهم هو ورائع جدًا، كثيرا ما كنت أقول أنني لن أشعر بوجودي إلا حين أكون محبوبة، نعم أن تكون محبوبًا يعني أنك تمتلك زاوية من الجنة، ولكن ليس ذلك مع التظاهر غير المريح، فليس مهمًا أن تكون محبوبًا بقدر ما هو مهم أن تكون محبوبًا بما أنت عليه، فكرة راودتني كثيرًا ووجدت أنه لا جدوى من أن أرغب بأن أُحَب ما دمت سأنهك من التظاهر بخلاف ما أنا عليه، في الحقيقة سأغدو قرفانة أكثر مني فرِحة!
المهم أن السماء بدأت تصفو بيني وبين نفسي، والسحب الكثيفة انقشعت وتصالحنا أكثر من مرة، لذا كتبت معلنة عن رضاي المؤقت ربما وربما الدائم، وبالمناسبة فإن أشياء كثيرة حدثت مؤخرًا أفرحتني وهي ما دفعتني حقًا لأن أكتب بخلاف ما ذكرت في البداية، حقًا مشاعري مختلطة وأنا أرجو فعلاً أن تسير الأمور وفق البهجة المرسومة وإلا سأظل محتفظة بلباقتي أيضًا وسأبتسم.

الأحد، 24 يوليو 2011

Faith

الله أكبر
نعم ربي أكبر من كل شيء
أكبر من العجز .. أكبر من المرض
أكبر من الألم .. أكبر من الوجع
أكبر من الأنين .. أكبر من الفزع
أرى لطفه يتجلى في كل شيء
في الأرض .. وفي السماء
وإن كنت لم أعد أراه
أعلم أنه موجود .. في مكان ما .. يتطلع لصوت يصلي
صوت يرجو .. صوت يلوذ ويلتجئ
قد يطول ولا يأتي .. قد يتأخر .. لسبب ما
لساعة أجّلها .. ولمّا تحين .. يتنزل ذلك اللطف
فيغمر كل شيء
سيتبسّم القمر .. ويسري من جديد
ستزهو الزهرة .. وتضحك لصواحِبها
ستنزل القطرة .. وتُحرّك الغدير
سينهمر الأطفال من كل مكان
ستغدو القبلات أكثر دفئًا .. والضمّات أكثر حرارة
سينسى الليل أنه عاد ذات مرة
وستنسى الشمس أنها آلت للسُبات ذات يوم
والنور أيضا نسيَ أنه عاند الفجر مرة
ستبتهج الأعشاش وتغرد الفراخ
ستبكي السماء بدموع سخية فرحًا وشكرًا
وسيقف الأحياء مدهوشين .. فيسجدون سجدة طويلة إلى أن تكتفي رغبتهم بالشكر
ويستمر اللطف الرباني يسري ويعرج حتى يشمل الكون كله
فلا تضيع نملة منسية في صخرة
ولا تحزنُ ورقة طرحتها شجرة
ولا تسأمُ يرقة طال صراعها مع شرنقتها لترى الضوء والضياء.
نعم سيعودون ذات يوم كما كانوا وأحسن . وأنا أشعّ ثقة وأمتلئ باليقين .

الخميس، 21 يوليو 2011

حياة

للحياة أكتب .. ومن أجل الحياة
للأرواح التائهة التي ضيعت عناوينها
للأرواح المفقودة
للأرواح التي استُبدلت بها أرواح أخرى وأُلقيت في الأجساد الخطأ
للأرواح التي حاولت مرارًا الاتصال بارتباطاتها فَفشلت
للأرواح التي غزتها بنات النفس القاهرة
فباتت تتصرف بشكل غريب
للشباب الذي سكنته روحٌ عجوز
للذين أدركنا فجأة حين وقفنا أمامهم أننا نقف أمام شبح/خيال إنسان
للذين فهمنا أخيرًا أنهم بدؤوا يتلاشون
للذين مقتنا أنفسنا في ساعة شرٍ حين تمنينا لِلَحظة أن يغادروا
وأيضًا للناس البالية .. الذين يقحمون الرقية ويلحون فيها .. وينتظرون المعجزات
لنظرات الشفقة التي صرنا نحرقهم بها دون وعي
لساعات الجزع ورغبات الهروب الملحّة
أيُحتفى بمريض البدن ويُهمل مريض النفس؟؟
أتمنحه العقاقير الحياة أم تهديه الكآبة؟
للفرص المسلوبة من البعض والمنهمرة على البعض الآخر
حين نعلم أنهم فقدوا كل فرصهم .. كلها .. ونحن مازلنا نعيش ونمضي ونحب ...
ما الحياة من بعد تساقط الفرص؟
للدياجير السرمدية .. للفجر الذي تباطأ
للأحلام المعلقة على أجنحة الطير
للآلام الخرساء
لدموع الأمهات .. لصلوات الجدات
للمتألمين كلهم
لا بأس بالألم .. ما دام يخلق حياة

وأيضًا لِـ دانة .. الروح التي تعلمت منها الكثير

السبت، 11 يونيو 2011

استرسال



سَفَرُ العالم يقبع في سِفْرٍ كبير
وقبل مواعيده تُسْفَر البيوت وتُكنس، ثم توصَد أبوابُها
لِئلا تأتي الريح في أثناء الغياب فتنسَفِرُ الأشياء وتتفرق
وترحل مودعةً السفير الذي هوى من فروع الشجر
تسْفِره سفرًا وتذهب عنه غير عابئة
وينسفر من الهمّ أصحابُها إن هم عادوا ورأوها بلا ورق
يندبون حظهم ويسخطون لكونهم رفاقٌ سَفْر .. يغادرون ولا يحسبون النتائج
وينسون السُفْرة التي آنستهم ذات يوم وبسببها ارتحلوا
فيكسرون سِفار دوابهم التي امتطوها للرحيل
ويهبونها الحرية .. تذهب في الأرض حيث تشاء ...
يُسْفر الصبح على تلك البيوت الخاوية
وتصير الشمسُ حسناءٌ سافرٌ لا توئدها الحُجُب
ومِن حولها سَفَرةٌ يتغزلون بحسنها ويكتبونه شعرًا ونثرًا
وهي تتدلل بمرح .. وتصدّ بترصد .. وتتنقل من حال إلى حال
فإذا جاء المغيب انسفرَت ورحلت ..
وطلوعها معلقٌ في ذلك البيت متى يعود أهله

السبت، 16 أبريل 2011


طفولة...

أحببتُ دومًا تلك الأشياء الصغيرة
الأشياء التي ترحل بالعقل إلى عالم آخر غير الذي نعيش فيه
أحببتها أشيائي الخاصة التي لا يتذوقها أحد سواي
المفاتيح الذهبية الصغيرة التي ستفتح قصر الأميرات مثلاً
القلادة التي تفتح وتغلق بطريقة غريبة
الخاتم الذي سيظهر منه شعاع يلبي الأمنيات
الساعة التي تخفي بداخلها مخبأ يجهل أسراره المحيطون بي
المداليا الوردية اللماعة التي لا تقتنيها سوى الفتيات الخرافيات
القفازات البيضاء المزركشة التي لا ترتديها إلا الملكة
السلاسل الملوّنة معقدة الإغلاق والفتح
المفكرة السحرية ذات الصور الناطقة التي لا يعلم بأمرها غيري
الجيتار المهمل فوق السطح أتسلل لأعزف عليه
بيت العرائس الذي تدور فيه قصصًا غير التي أرويها لأختي
هذا وأشياء أخرى كثيرة لا أذكرها ...

الجمعة، 15 أبريل 2011

احنا الأربعة


نجلس أربعتنا في الصالة الصغيرة
وفي قلب كل واحدة قصة وغصّة
أفرغناها كلها .. وإن كنا على علم سابق بها
إلا أنه لا مانع من التكرار مع كل لقاء يعقبه لقاء آخر بعيد ..
إحدانا تمددت على الكنبة .. وأخرى ألقت برأسها على كتف الثانية غارقة بالضحك
والدموع تفيض من عينها من أثر القهقهة
ثم تشير برأسها بعمل لفة كاملة علينا جميعًا قائلة من بين الضحكات :
-والله انتوا فلم .. كل وحدة فينا قصة بروحها
-اي والله لو نسوي فلم بطولته احنا الأربعة
-اي والله ينجح
-اي والله قصص وأفلام .. شوفوا حالنا وين كنا وشلون صرنا
تتنهد واحدة وتحمد الأخرى ربها والثالثة تمسح دموع ضحكها ...
وبالمنتصف على السجادة الداكنة يلعب عبودي ويكسر الإستكانة
-مسكي ولدج!
تنتفض نحوه وتبدأ بضربه
-لاتطقينه! اهو مايفهم!!
-امبلا يفهم ولازم يتعلم
-يعني إذا طقيتيه راح يبطّل لعب وشطانة؟ إلا راح يزيد ..!
ولمّا بكى بدأَتْ باحتضانه ..........

الخميس، 14 أبريل 2011

كَلِمُ سَحَر3


ربيع الكون يمكث خلف ذلك الشتاء
يبقى متواريًا إلى أن يحين دوره .. فيظهر مستبدلاً رفيقه بالمكان
أمَا عندنا فالصيف يتخطى ذلك الربيع .. دافعًا إياه إلى الوراء
إمّا حبًا للبقاء قرب الشتاء، أو نكايةً بالخريف
هو قريبٌ الآن ومستعد للقيام بحركته تلك في أية لحظة
أستطيع أن أشتم رائحة الصيف .. والصوت الذي يُصدره الصيف
وثياب الصيف .. وألوان الصيف
وأحذية الصيف .. وطول الصيف
وفاكهة الصيف .. والناس التي تخرج بالصيف
يلهمني لهيبه وإن ادعيتُ حب الثلج وهو يندف ..
الشتاء دومًا ما كان يشعرني بالغربة
أما الربيع فلم أعد أراه .. والخريف فصل أسطوري ليس له وجود ...
الرعد يسترجع ذكرياتي مع الليلة الممطرة
ورعب الليالي الأولى .. وسنة ألفين وثمانية ..
ونقش الحنة
ونحس الشهر الأول من السنة القمرية
ونزعات الرحيل .. والشواطئ العارية
والناس المتكبرة .. والنرجسية البغيضة .. وتسفيه الأفكار
والكنبات الحمراء .. ومقاطع اليوتيوب
والرسائل القصيرة .. و وعود بالعودة
وأبيات من الشعر .. وخواطر مُتكلفة مغلفة بالشفقة
ونهايات مختنقة .. ورسوبٌ مؤلم
ونظرات كثيرة تمزق المشاعر
وانتظارٌ طويل .. وحبوب فلودركس . . .
ومع تبدل كل فصل واشتداد الحمّى تطل عليّ كل تلك الأشياء
لتذكرني أن هناك ورقة تسقط كل سنة ..
وزهرة تذبل .. وأخرى تُقطف وتفقد عطرها بعد زمن
وطائر جريح أنقذ نفسه وتحرر من القفص
فتتماثل للشفاء ابتسامة .. وتشعر بالنصر روحٌ من الأرواح


*تحت وطئ الحمّى أهذي

الأربعاء، 13 أبريل 2011

ولو على أنفسكم


من الأشياء التي تخيفني مواساة شخص يبدأ بالشكوى من أحدهم
قد أستمع وأتعاطف وأهم بطرح الحلول .. ولكن المشتكي عادة لا يرغب بسماع حلول
إن جل ما يرغب بسماعه في هذه اللحظات كلمة تؤازره وتخفف عنه
والأهم سماع كلمة تشير إلى أنه على صواب !
حقيقة أخشى أن أقول ما ليس فيه
ولو على سبيل المجاملة
ولو على سبيل تهوين الأمر عليه:
-ليش أنا جذي؟؟
-بس انتي مو جذي !! اهي الي ...و ... و..... إلخ
"يا أيها الذي آمنوا كونوا قوامين بالقسط شهداء لله ولو على أنفسكم..."
"وإذا قلتم فاعدلوا ولو كان ذا قربى.."
كيف نحكم على طرف دون آخر وقد استمعنا لرأي واحد فقط؟
كيف صار إطلاق الأحكام أمرًا سهلاً هيّنًا فقط لأننا نقف في صف من يعجبنا
ومن نرتاح له .. ومن سمعنا منه فقط؟!
"فلا تتبعوا الهوى أن تعدلوا.."
قال ابن جرير: "وإذا حكمتم بين الناس فتكلمتم، فقولوا الحق بينهم، واعدلوا وأنصفوا ولا تجوروا، ولو كان الذي يتوجه الحق عليه والحكم ذا قربة لكم، ولا يحملنكم قرابة قريب وصداقة صديق حكمتم بينه وبين غيره أن تقولوا غير الحق فيما احتكم إليكم فيه .

الأحد، 10 أبريل 2011

شكرًا


ليس لي معه الكثير من الذكريات الجميلة
ولكن القليل منها كان جميلاً جدًا
ما أعرفه أنه كان أقربهم مني جميعًا
يسأل حين لا يهتم الجميع
ويتصل حين تتباعد اللقاءات
وفي الأعياد والمناسبات هو من يسابق ويبادر ويبحث عن المفقودين
ازداد قربًا منا في أيامه الأخيرة
واجتمعت عندي مجموعة لا بأس بها من الصور التي التقطناها معه
أحلاها صورة له يحتضنني وتشق وجهه ابتسامة عريضة
وقبل يومين من رحيله تعطلت سيارتي أمام منزله
بعد حضوري لحفلة حجاب ابنته الكبرى
اتصلت به وطلبت منه المساعدة:
"عمي مادري شفيها سيارتي تطلع صوت"
ركب وجلس في مقعد القيادة ليتفقدها
كان هذا آخر لقاء لي به
واليوم كلما ركبت السيارة نظرت للمقعد الذي بدا خاويًا
يحمل شيئًا منه .. ويصوّر أنواعًا من الفقد ...
واليوم أيضًا .. أشعر بالفخر كلما توقف أحدهم ليسألني: "قريبة فلان؟؟ ماشاء الله! "

شكرًا .. لأنك تركت لي ما يؤنسني من بعدك
شكرًا لأن عزائي بك كان قربك مني في آخر اللحظات
وكأنك كنت تشعر .. وكأنك أحسست بالفراق يدنو !

اللهم ارحم من اشتقنا لأرواحهم وهم تحت التراب

السبت، 26 مارس 2011

صلحت العود المكسّر !


ليست المقدمات شرطًا للبدء .. نستطيع دائمًا أن نبدأ بلا مقدمات
أن نظهر فجأة بلا أعذار
أن نقتحم المكان و"ندرعم" ونشرع في الحديث السريع المتتالي،
لأن بو صالح حين طرق الباب قائلا: طق طق
وردت عليه سعاد قائلة: منهو؟؟
ليرد عليها بـ: طق طق
لترد أيضًا: منهوو؟؟
ودخل مُرَحبًا به ومُهلاً
هو حينها كان قد أصلح العود المكسّر
واستبشرت هي خيرًا بأنها سوف تستمع تلك الليلة لعذب اللحن وتسهر!
فما كان منه إلا أن استشاط غضبًا لنعتها العود بالـ مكسّر
وأردف بأن هذا العود عنتر وليس مكسرًا كما ادّعت، ويحتاج لعشرة من النفر ليحملوه وينظفوه ويصونوه !
وكانت الفاجعة أنه أتحفها بالشار والشمشار والمقص والمقراض !!
وهنا ومع الكثير من الأسى والأسف نقول أنه ليس كل ما نتوقعه يتحقق
لذا توقعوا من عودي أن يكون دائمًا مكسر، وأتوقع أنا أن أخيب الظنون وآتي بما هو أفضل

الثلاثاء، 1 مارس 2011

نموت ويحيا الوطن


ولو أن تدوينة التحرير جاءت متأخرة، ولكن أن تصل متأخرة خير من ألا تصل أبدًا ..

في تعليقها على أحد المذيعين وهو يقول أفديك يا كويت
قالت صديقة صغيرة من دولة شقيقة:
" مستحيل أن يفدي أحد وطنه .. هذا مجرد كلام ! "
هي صغيرة بمقدار البعد عن معايشة الغزو العراقي
أخبرناها أنه ليس بالشيء المستحيل وأن نساءنا نهضن للدفاع والفداء فكيف بالرجال
نساءٌ قُطّعن ورجال عُذّبوا وشُوّهوا وماتوا كلهم في سبيل الوطن ..
شغرت فاهها ، وعينها بزغت من الدهشة
تقول لم أتصور أن هذا ممكن .. ولم يكن على البال أنكم قمتم بكل هذا ...
في حب الوطن يرخص كل شيء .. ويفتدى بكل شيء
لسنا نتمنى أن يحدث هذا مرة أخرى لنثبت حبنا لأرضنا
ولكن نأمل أن نعمل كل يوم بما يرضي هذه الأرض ويوفيها جزءًا من حقها الكبير

يوم التحرير 26-2-1991

الاثنين، 10 يناير 2011

وما بعد الظهيرة



صباح آخر ملتحف بالغيوم
كان ذلك أمس
اليوم النهار مختلف
شمس حانية اشتاقتنا
وطرق مزيفة .. تشبهك
دكاكيين نفدت منها القهوة
ومحطات غسيل تغرق قلبي .. كما النوافذ
صبري بدأ ينفد
وقهوتي بردت
ذاك المندوب يشعرني بالضجر .. حين أتأخر يصل باكرًا
ولما أصل في الموعد ... لا أجده
لا شيء يذكرني بك كما النهار
زحمة الطرقات .. وساعات الانتظار
وحديث الفتيات الباكر ..
ومزاج المسؤولة المتقلب ...
وصلتني اليوم روزنامة جديدة
لم تكن منك .. ليست منك
وعام جديد .. دونك
وشتاء حديث جدًا .. لستَ أنت حاضره
وأيام كثيرة قادمة ... أدري أنك لن تحضرها

الاثنين، 3 يناير 2011

لاتتكلمين بالسياسة

لا ترضى أمي أن نتكلم بالسياسة
وتكره ذلك
بل ولا تسمح به في بيتنا
-ليش يمه عادي الكل يتحجى ليش احنا ممنوع؟ لازم نساير الموضة
وتستمر في تحذيرنا، وربما شكتنا إلى الوالد، وتحذرنا من التحدث بكلام كهذا في مقر العمل، سمعتها تقول أشياءً عن أناس مدسوسين..
-يمه شنو مدسوسين شدعوة ترى كلهم ربعي
تقول أنه في هذه المواضيع لا يُعرف العدو من الصديق، قالت أنهم سيذهبون بي خلف الشمس
-منو يوديني ورى الشمس؟؟
تقول أن هناك من يسمونهم الكبارية، هم من سيفعل ذلك
- لا يمه بس ماظنتي يسحبوني انا صغيرة
لم توافقني، وقالت أنه في هذه المواضيع أيضا لا يفرق بين الكبير والصغير، وأبدت استغرابها من أنني (أزعل) و(أمد بوزي) إذا ما نعتُ بالصغيرة، فلماذا الآن بالذات أقول ذلك عن طيب نفس؟!
- ههههههه لا يمه انا صغيرة على السياسة :))

الأحد، 2 يناير 2011

عهد قديم .. وفرابتشينو


قد يتساءل البعض لمَ كل هذا الزهو
والخربشة المبالغ فيها
لا شيء .. فقط أحببت التغيير
تزامنًا مع السنة الجديدة والعهود الكثيرة بضرورة التغيير؟
ربما نعم .. وربما لا
ولمَ التغيير أصلا؟ ولمَ البدء من جديد؟
أفي كل مرة نبدأ فيها من جديد؟
وماذا عن العهد القديم؟
والطرق التي بدأنا فيها؟
والأشياء التي شرَعنا في بنائها
وحصاد السنة الفائتة؟ ألا نجنيه الآن؟
***
في المطار
أتوه مع الأمتعة
وأمعن النظر في وجوه القادمين
يباب هنا .. ودموع هناك ...
أبتاع زجاجة عطر
وأتمنى لو أغلف مع الشحنات
أحمد الصغير يبكي بين يدي
أجد نفسي "متوهقة" في حمله .. وأشعر أنه سيقع في أية لحظة
هو لا يكف عن البكاء
بالرغم من أن "المصاصة" لاتزال في فمه
لازال متشبثا بها بقوة .. ومجهشا بالبكاء
أقتلعها من بين شفتيه
وأغمسها في الفرابتشينو .. وبالتحديد في الكريما الوفيرة
وأرجعها إلى فمه
يتذوق الطعم الجديد ...
ها هو أخيرا يتوقف عن السيمفونية المزعجة
وأبتسم أنا براحة .. ويزول التوتر
ثم .. يعاود البكاء من جديد!! وبصوت أعلى من سابقه!!
اه لقد انتهى من لعق الكريما كلها
أسحب المصاصة من جديد وأعيد الكرة
أغمسها بالكريما وأعيدها إلى فمه
ويصمت
وهكذا إلى أجل غير مسمى
هي: بس مو زين ! أمه ماترضى !
- شسوي لازم نسكته
أنظر إليه وأحاول الحديث معه
- عاد أقووولك .. ترى امك يابت بنت .. وخلاص ماراح يهتمون فييك !!
لم يفهم شيئا من حديثي .. غير أنه انفجر باكيًا !
-لالالالا خلاص خلاص اوش اخر مرة مااعيدها !
أتذكر .. لم يفهم .. ولكنه اشتاق للكريما