الخميس،، الثانية صباحًا
فنجان قهوة، وباندول إكسترا،،
يقتلني هذا الصمت ولا أفهمه
تكثر الأسئلة في رأسي،، ويكثر في داخلي الغضب..
ما بين اللغة والأدب .. وأشياء أخرى
الخميس،، الثانية صباحًا
فنجان قهوة، وباندول إكسترا،،
يقتلني هذا الصمت ولا أفهمه
تكثر الأسئلة في رأسي،، ويكثر في داخلي الغضب..
احبِس دموعك ما درى بك من البشر أحد، احبس أنفاسك لا يُسمع لك صوت، محبوبك شيء حالم لا وجود له، وإن وجدتَه ما استطعتَ لمسَه، وإن لمسته تلاشى وأخرج لك الزمان لسانه، فاحبس دموعك واكتم صوتك لئلا يسمعك أحد، عُضَّ على يديك، سيحزن لك ناس ويشمت آخرون، فاستُر على نفسك وامضِ، واحفظ ماء وجهك، وانأَ بنفسك عن هذا، لا تنزل إلى القاع فلا أصوات هناك تُسمع، لُمَّ شعثك واجمع ما بقي لك من قوة، وامضِ في طريقك.
قلبك الذي ما رغب إلا بشيء واحد خُذِل، مضحك حين ظننا "الحياة تجود" ما جادت وإنما كانت تلهو بنا وتسخر، و"سمتها أن تبخل" هي الأقرب والأصدق، فلنطمس ظنوننا ولنصحُ عند أوهامنا، ولنمْحُ ما رسمناه في رمال الذكريات، ولنكفكف الدمع، ونعود إلى سابق عهدنا وأيامنا، نلتقي في الطرقات، قد نضحك وقد نتجاذب أطراف الحديث، وقد نسمع عن بعضنا وندعو بقلوبٍ مُحِبّة، وإنما لن تُحَفّ بالورود طرقاتنا، ولا مكان لنسمات الربيع بيننا.
كم سيسعفني الوقت لأقول كل ما رغبتُ بقوله؟ وحتى إن أسعفني الوقت.. فلا يمكن أن أقول كل ما بدا لي، ستبقى هناك دومًا غصة، وكلمات تقف في حنجرتي تكتمني لحد الاختناق، اعتدتُ هذه الغصات، فقد توقفت الكلمات هناك مرارًا وفي مواقف عدة، لتخبرني إنه ما من شيء أسهل من الكلام إلا الاختناق به..
أخذَتْ من عمري هذه الكلمات، لا يوم ولا ليلة، بل عمرًا بأكمله، عمرٌ مضى لأقول كلمة هي من حقي قبل أن تكون حقًا لك.
يحسبني الجاهل غنية من التعفف، وأحسب إني ما خضتُ شيئَا إلا وأتممتُه حتى النهاية، وإن بدوت فيه أبطأ وأقل وأدنى.. أكمله حين يتوقف الآخرون الذين بدا سعيهم حثيثًا في البداية، ونجومهم دومًا ما سطعت، وألسنتهم المبهرة تسحر العقول والألباب.
عادية، لا أقل ولا أكثر، لا أبهى ولا أمرّ، بلا موهبة خلاّقة يلتفّ حولها المُلتفّون، كل ما أُحْسِنُه لا يرقى أن يكون شيئًا يشار إليه بالبنان، بقيتُ دومًا في الوسط وفي المنتصف، أعرف جُلّ الأشياء، وأعمل كل الأشياء، بلا بريق، ولكن على الأقلّ بلا زَيف.
يؤلمني أنك تحزن، ويربكني الصمت الذي لا أملك حياله إلا التراجع وتصحيح كلماتي، لأحظى بالمبسم الذي أرجو ألا يغيب..
لا شيء ولكنّ الغصة التي عَرَفتْ طريقها إليّ دومًا أريد لها أن تضيع هذه المرة، أن تتوه ولا تعود، فقد عرفتُ وجهتي ولا حاجة لي بها لتوقفني وتحثني على التردد وابتلاع الكلمات وتبديلها.. سأقول ما بدا لي ما دُمْتَ تسمع.
إلى العائد من الحرب، قد أسعفتك الكلمات والذكرى، فجئتَ متحاملاً فوق جراحك وفوق ألمك الذي لا يُروى، جئت لتخطف قلبًا ما فتئ ينتظرك ويمنّي نفسه بوصولك مُحمّلاً بالنصر وبالغنائم، فها قد وصلتَ أخيرًا وقد بَرَأتْ جراحُك، وذاك القلب أخمدتَ حرقة أشواقه.
قد عرفتُ قلبَك، مثقلٌ رغم انتصاره، يُخفي قصصًا عاشها في حروبه السالفة ليس سهلاً عليه البوح بها، ما عاد يعنيه أن يشرح نفسه، مادام قد وصل أخيرًا واستراح.
أنادي عليك، أن ألقِ غِمدَك والسيف، وأطلق عنانَ فرَسِك، وألقِ الأحمال من على ظهرك واستلقِ، يؤويك قلبٌ طالما وددتَ المكوث إليه، ورأيتَه في أعتى معاركك يبتسم لك ويهمس باسمك، لتعود إليه كل مرة، وتعيد إليه حياته.
كان عليّ أن أكتب، جلست إلى تلك الصفحات وبدأت، لم أعرف كيف أبدأ وبمَ أبدأ؟ عاهدتك أن أكتب إليك، أو أكتب عنك، الكتابة إليك شاقّة ومستحيلة، ستعني أن عليّ أن أكشف الكثير من الأوراق، وأوراقي لا يذاع لها سرّ، ففضلت الكتابة عنك. بدأتُ وتكاثرتْ في عقلي الصور، وتكاثفت في قلبي المشاعر والأسئلة.
كان يومًا عاديًا عرفتُ فيه اسمك، ولم أعلم حينها أي معنى يختبئ وراء ذلك الاسم، الأسماء بوابة المعرفة إلى الأنفس وإلى الآفاق، ما ظننت أنني سأعرف أكثر مما عرفته يومها: اسم معروف لشخص عابر، عرفت في هذا الاسم القلب الذي سأود دومًا لو دخلتُه منذ الأزل، وعرفتُ فيه صدرًا سأتمنى لو يضمني إليه إلى الأبد، وعرفت حينها أنه لن يكون لمثله العبور.
طيف وجهك الذي عادني في حلمي مرة، أردتُه كل مرة، عرفته منذ النظرة الأولى، عين لا تنفك تأسرني، أغيب معها ولا آبه إن أتى بعدها شروق..
أهوي إليه، ذلك الطيف، في لحظة يأخذني ويغلق كل باب، لا أملك قلبي ومن يملك قلبه؟ سمحتُ لنفسي حينها وسامحتها، من يلوم قلبًا أثقله الزمان وأهلكته الأمكنة؟
تتكاثف الأفكار وتزدحم الصور، كلماتك وأحاديثك، حضورك وغيابك، ابتسامتك وجديتك، قوّتك ولحظات ضعفك، لم تكن عليّ هيّنة، جمعتها كلها في قلبي وفي عيني، وأغلقت عليها للقادم من الذكريات. وتَكثُر علي الأسئلة: أين كنا وأين صِرنا وكيف سار بنا الطريق إلى هنا؟ لا تفسير سوى كلمات قلناها وأخرى احتفظنا بها في القلوب والنظرات.
روحي عرفت روحك، "تناظرتا من بعيد وتناسمتا من قريب" تفسر كل شيء، وتورد إجابات تعجز عنها كل الكلمات التي لم تقال.
Copyright 2009 BookMark. Powered by Blogger. Blogger Showcase
Blogger Templates created by Deluxe Templates. Wordpress by K2 | تعريب و تطوير : حسن