تستوي حياتك عند خط الاستواء. ليلك ونهارك مستويان. ساعات صومك نفسها كل عام. وهي منتصفة اليوم ومنصفة. مواقيت صلاتك نفسها لا تتغير إلا شيئًا يسيرًا. الطقس معتدل غير أنك اعتدت تكييف الهواء، لا هو بالحمى ولا هو بالبرد، عدا أن الرطوبة عالية، وإن تلكّأ المطر تأججت الشمس. لا فصول تتبدل ولا مواسم على مدار العام. أمزجة الناس معتدلة تشابه جوّها في ذلك، فلا ترى حدةً ولا عصبية، ولا صوت عال يفسد قضايا الود. أبواق السيارات فقدت استعمالها. حركة الناس بطيئة وكأن لا هموم لهم ولا شؤون، ولا أموال يقترفونها ولا تجارة يخشون كسادها. قد تمَيّزُ من الغيظ وأنت تجادلهم في همومك وهم لا يبالون، يردون عليك بالنبرة المستوية نفسها، ويكررون الكلام نفسه في الرفض مثلاً وأنهم لا يخرقون القانون. أحيانًا ستموت من فرط الاهتمام، وسيقتلك برد أعصابهم، ستقول إنهم بلا مشاعر، فلا انفعالات يبدونها إلا ما ندر. حتى في الفرح يفرحون بِيُسر. يمكن القول إنها حياة رتيبة، وأحيانًا مملّة، ولكنك في النهاية ستعتادها. ستصير إلى ما صاروا إليه. ستستوي وتعتدل. ستترك انفعالاتك جانبًا. ستسمح أكثر مما تمنع. ستنسى استخدام مزمّر السيارة. ستتخفف من غضبك، ولا أدري إن كانت فرحتك ستتغير. ستعرف أن ليست كل الأشياء تهم، ولا كل الأشياء تسوى، ولا تؤخذ الدنيا غلابًا.
بِك يا الله ..
قبل أسبوعين (2)